السؤال:
رسالة المرسل ح خ ط من الظهران يقول: أنه من مات ولم يصل يسمى كافراً، ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، وسؤالي هو: هل من صلى أحياناً وتركها أحياناً، وصام عدة أيام قلائل وترك أكثر أيام رمضان، هل يطلق عليه اسم كافر أم لا؟ وقفكم الله.
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أقول: لقد سبق مني كما ذكرت الإجابة عن حكم تارك الصلاة، وبينت بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أنه كافر كفراً مخرجاً عن الملة، وعلى هذا فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثه أقاربه المسلمون، وتنفسخ منه زوجته، ولا يحل له دخول مكة وحرمها كما هو مبين في حلقة سابقة. ولكن السؤال الذي أورده وهو أنه إذا كان يترك الصلاة أحياناً ويصلي أحياناً ويصوم بعض أيام رمضان ويترك البعض فما حكمه؟ نقول: إن كان يفعل ذلك إنكاراً للوجوب والفرضية أو شكاً في الوجوب فهو كافر من أجل هذا؛ أي: من أجل شكه في وجوب هذا الشيء، أو من أجل إنكاره لوجوب هذا الشيء؛ لأن فرض الصلاة والصيام معلوم بالكتاب والسنة والإجماع القطعي من المسلمين، ولا ينكر فرضيته أحد من المسلمين إلا رجل أسلم جديداً ولم يعرف عن أحكام الإسلام شيئاً، فقد يخفى عليه هذا الأمر. وأما إذا كان يترك البعض؛ أي: يترك بعض الصلوات أو بعض أيام رمضان وهو مقر بوجوب الجميع فهذا فيه خلاف بالنسبة لترك الصلاة، أما الصيام فليس بكافر، لا يكفر بترك بعض الأيام، بل يكون فاسقاً. ولكن الصلاة هي التي نتكلم عنها فنقول: اختلف العلماء القائلون بتكفير تارك الصلاة، هل يكفر بترك فريضة واحدة أو فريضتين، أو لا يكفر إلا بترك الجميع؟ والذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا إذا ترك تركاً مطلقاً، بمعنى أنه كان لا يصلي ولم يعرف عنه أنه صلى، وهو مستمر على ترك الصلاة. وأما إذا كان أحياناً يصلي وأحياناً لا يصلي مع إقراره بالفرضية فلا أستطيع القول بكفره؛ لأن الحديث يقول: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة». ومن كان يصلي أحياناً لم يطلق عليه أنه ترك الصلاة، والحديث ترك الصلاة: «والعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» لم يقل فمن ترك صلاة فقد كفر، ولم يقل بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك صلاة، بل قال «ترك الصلاة» فظاهره أنه لا يكفر إلا إذا كان تركاً عاماً مطلقاً، وأما إذا كان يترك أحياناً ويصلي أحياناً فهو فاسق ومرتكب أمراً عظيماً وجانٍ على نفسه جناية كبيرة.
السؤال: هذا يجعلنا أيضاً نقول: لو توفي وهو في حالة فسقه بتركه الصلاة هل يعتبر كافراً أم؟
الشيخ: لا يعتبر كافراً، اللهم إلا إذا مات في الفترة التي لا يصلي فيها.
السؤال: نعم، نقول: في الفترة.
الشيخ: إذا مات في الفترة التي لا يصلي فيها فهذا عندي محل نظر؛ لأننا لا نعلم عوده، وهل في نيته أن يصلي بعد هذا الترك أو لا؟ والأصل أنه تركها ولا يعود إليها. هذا الظاهر لي، ولكني أتوقف فيه إذا كان ممن يترك أحياناً ويصلي أحياناً ومات في الفترة التي كان تاركاً لها، فأنا أتوقف فيه، وأمره إلى الله.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية