السؤال:
هذه الرسالة حضرة الشيخ محمد وصلتنا من المرسل صالح فهد من عرعر الحرس الوطني يقول: أبعث لكم هذه الرسالة من عرعر، يقول: رجل توفي وخلف من بعده عيال وإخوان، وهم يحبون التصدق عنه بمثل الذبيحة، ومثل دفع الفلوس، ودفع الطعام والملابس، ونحو ذلك، يقولون: كل هذا الدفع والفعل عن روح الميت فلان، هل هذا العمل يزيد في عمل الرجل الميت من الأعمال الخيرية؟ وهل تنفع الميت هذه الصدقات التي تصدق بها أقاربه وتقربه إلى الصالحين عند الحساب؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء، وأعظم أجركم والمسلمين كافة.
الجواب:
الحمد لله، الصدقة عن الميت تنفع سواء بمال أو طعام، لقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله، إن أمي افتتلت نفسها، وإنما لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم.
فهذا العمل الصالح ينفع الميت، وربما يكفر الله به عنه من خطاياه، لكن ينبغي أن يعلم أن العمل للأموات لا ينبغي الإكثار منه، فإنه وإن كان جائزاً في الشرع فإنه لا ينبغي الإكثار منه كما يفعل بعض الناس، يكثرون دائماً من الصدقات لأمواتهم، وإنما يتصدق الإنسان لنفسه، أو لغيره وهو محتاج إلى العمل الصالح، سيموت كما مات هذا الرجل ويحتاج إلى العمل كما احتاج إليه هذا الرجل، وفعلها دائماً ليس من عمل السلف الصالح رضي الله عنه، ولكن فعل ذلك أحياناً لا بأس به، وهو نافع للميت.
والإنسان أولى بعمل نفسه من غيره، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول». وإذا كان السلف الصالح وهم أحرص منا على فعل الخير، وعلى نفع أمواتهم لم يكونوا يفعلون ذلك كثيراً، فإنه ينبغي لنا أن نتأسى بهم، وأن لا نكثر من هذا الفعل وهذا العمل، ولكن إذا فعله الإنسان أحياناً فلا حرج.
أخشى أن يفهم بعض المستمعين أن هذه دعوه إلى عدم الأعمال الصالحة للموتى.
لا، لا ندعو إلى تركها مطلقاً، وإنما ندعو إلى عدم الإكثار منها، وإنما تفعل أحياناً، ولهذا ليس من عمل السلف الصالح، أما ما أوصى به من مثل هذه الأعمال فهذا يعمل فيه حسب الوصية؛ لأنها ليست من مال الفاعل، وإنما هي من مال الموصي، ويعمل بحسبها، لو أوصى رجل بالإطعام عن المساكين في كل يوم، أو ما أشبه ذلك فإنه يعمل به؛ لأن ذلك من ماله يعمل به في الحدود الشرعية، وهي أن تكون الوصية من الثلث فأقل.
أيضاً هذه الأعمال المتكررة والكثيرة ربما قد تؤدي إلى غرس المحبة الزائدة في نفوس الناشئين، ويعتقدون في هذا الرجل شيئاً.
أي نعم، ربما تؤدي إلى الغلو.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية