السؤال:
السؤال: فضيلة الشيخ، هذه رسالة وردتنا من إحدى الأخوات من بيشة، وقد كتبت اسمها، وطلبت أن نرمز إليه بـ ص. ع. ك. تقول الأخت: أتمنى لهذا البرنامج التوفيق، وأتمنى الجزاء الوافر لمن يجيب فيه من أصحاب الفضيلة. وتقول: أسمع دائماً من الناس أن الجن يتصور في صورة طيور وقطط وأغنام، وأنا أتصور وأنكر ذلك، ولم أصدقه ولم أصدق به؛ لأن الجن مخلوق مثلنا، ولن يستطيع تغيير الخلق إلا الله سبحانه وتعالى، فهل هذا صحيح أم لا؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله. هذا الذي ذكرته أمرٌ مشهور بين الناس؛ أن الجن قد يتشكلون بشكل شيءٍ مشاهد ومرئي، وربما يشهد له الحديث الثابت في الصحيح أن رجلاً شاباً من الأنصار كان حديث عهدٍ بعرس، فجاء ذات ليلة فوجد أهله على الباب، فسألهم ما هو السبب، فذكرت له ما في الفراش، فذهب إلى فراشه فوجد فيه حيةً، فأخذ رمحاً فطعنها فماتت هذه الحية ثم مات الرجل فوراً، فلا يدرى أيهما أسرع موتاً الرجل أم الحية. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذو الطفيتين، وهذا يدل على أن هذا كان جناً، وأنه قد تصور بصورة الحية. والحكايات في ذلك كثيرةٌ ومشهورة، ولكن هذا الحديث الصحيح قد يشهد لصحتها. وكما أنه يتصور الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأشكالٍ ليست على هيئتهم التي خلقوا عليها، فإن جبريل صلى الله عليه وسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرة بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد بياض الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحدٌ من الصحابة، وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه جلسة المتعبد، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الأسئلة المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم». ومن المعلوم أن قدرتهم على التشكل بهذا الشكل إنما هي من الله سبحانه وتعالى، فهو الذي أقدرهم على ذلك. فلا يبعد أن يكون الجن هكذا يستطيعون أن يتصوروا أو يتشكلوا للناس بأشكالٍ متعددة. هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة. وهل في السؤال بقية؟
السؤال:
لا. هي تقول: أنا لا أصدق أن الجن تتشكل؛ لأن الذي يغير الخلق هو الله سبحانه وتعالى. سؤالها الثاني عن ملابس المرأة، تقول: يقال أن السحاب أو السوستة التي يضعها النساء في ملابسهن في الخلف حرام، وكذلك الملابس الضيقة، وحمالة الصدر، والحمرة التي توضع على الشفاه، أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
الشيخ: السحاب الذي يكون من خلف المرأة لا نرى فيه شيئاً، ونرى أنه لا بأس به، وأن الأصل في اللباس نوعاً وكيفية الحل إلا ما قام الدليل على تحريمه. ولا شك أن المعتاد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره إلى زماننا هذا أن يكون الجيب من الأمام ولا يكون من الخلف، ولكن كوننا نقول إذا خالف الإنسان هذه العادة يعتبر مرتكباً للحرام أو مرتكباً لمكروه هذا أمرٌ لا يمكن إلا بدليلٍ من الشرع، فإذا جاء الدليل الشرعي على أن هذا من المكروه عملنا به وإلا فإن الأصل الإباحة.
السؤال: ثم إن هذا السحاب أيضاً أكثر ستراً؛ يعني من وضع الأزرار في الأمام.
الشيخ: نعم، ربما يكون كذا.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية