السؤال:
هذه رسالة من المستمع خ. م. خ. يقول: أعرض على فضيلتكم الآتي، أرجو الإفادة أفادكم الله؛ أنا أعمل في شركة تويوتا قسم اللحام، ويعمل معي بعض الخواجات اليونانيين، وفي ذات مرة كنت أشرب كوباً من الشاي فأخذه أحدهم وشرب منه ثم رده لي، فهل لو شربت بعده من هذا الكوب يكون حراماً أم لا؟ يرجى الإفادة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الشيخ: ليس هذا بحرام؛ لأن ريق الكافر وعرقه طاهرٌ وليس بنجس، ولذلك أباح الله لنا طعامهم مع أن أيديهم تلمسه، وأباح لنا نساءهم -أي: نساء أهل الكتاب، وطعام أهل الكتاب- مع أنهم كفار. وهذا يدل على عدم نجاسة بدن الكافر، وهو الصحيح من أقوال أهل العلم، لكن إذا كان شربك بعده يشير إلى استذلالك أمام الكافر فإنه لا يجوز لك هذا؛ لأن الواجب على المسلم أن يكون عزيزاً بإسلامه، وألا يُري الكفار الذل، وكيف يريهم الذل وقد قال الله عز وجل: ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾؟! فلا يري الرجل الذل أمام الكفار إلا وهو ناقص الإيمان؛ لأن من كان مؤمناً كامل الإيمان فإنه يرى أنه أعز خلق الله سبحانه وتعالى ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر﴾، وقال تعالى: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية﴾ فكما أن المؤمن أكرم الخلق عند الله وأعزهم فالكافر أذلهم عند الله وأحطهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون﴾، وقال تعالى: ﴿إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية﴾. فلا يجوز للمسلم أن يستذل أمام الكافر، فإذا كان شربك الفنجان بعده يشير إلى ذُلِّك أمامه فهو حرامٌ عليك، وإلا فلا بأس به.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية